الجمعة، 4 أكتوبر 2013


بِكُتْبِ الأنامِ كتابٌ وَرَدْ   ***  فَدَتْ يدَ كاتبهِ كلّث يـــــــــدْ
يُعبّر عمّا له عندنــــــا  ***  ويذكرُ من شوقهِ ما نجــــدْ
إذا سمع الناسُ ألفاظه  ***  خلقْنَ له في القلوب الحسدْ
المتنبي


ولا تُحصى فضائله بظنٍّ  *** ولا الإخبارُ عنه ولا العيانُ
                                                                                  المتنبي

الاثنين، 30 سبتمبر 2013


وما هي إلا نظرةٌ بعد نظـــــــــــــــرةٍ         إذا نزلتْ في قلبه رَحَل العقـــــــــــلُ
جرى حبّها مجرى دمي في مفاصلي          فأصبح لي عن كلّ شُغل بها شاغــلُ
كأنّ رقيبا منك سدّ مسامعـــــــــــــي          عن العذل حتّى ليس يدخلها العـذْلُ
                                                                                           المتنبي


( يا سيدي الشاعر, ولا أقول يا سعادة القنصل, لأن كل الألقاب الأخرى المضافة إلى اسمك كشاعر , لا تهمني .
قل لي بالله عليك يا سيدي, ما الذي تفعله وراء هذا المكتب ؟ هل مهمتك أن تنظر في جوازات السفر, وتدقق في أسماء طالبي التأشيرات, وتلصق الطوابع عليها .. وتمهرها بتوقيعك الشريف ؟؟
لا يا سيدي, هذا عمل يمكن أن يقوم به أي موظف من العصر العثماني, أو أي كاتب  ... 
أما أنت, فشاعرنا, وصوت ضميرنا, والناطق الرسمي باسم أحلامنا, وأفراحنا, وأحزاننا, وهمومنا العاطفية والقومية .
أتوسل إليك, يا سيدي, باسم الأجيال العربية التي قرأتك, وأحبتك, وتعلمت على يديك أبجدية الحب والثورة ..
أتوسل إليك باسم جميع الأنبياء والرسل, وجميع الشعراء الذين استشهدوا من أجل كلمة جميلة, أن تترك هذا المكان فورا .. وتبقى عصفورا يوقظ الشعوب من غيبوبتها, ويغني للحرية والإنسان من المحيط إلى الخليج ..) .
كانت هذه الكلمات من رجل مغربي عندما رأى اسم نزار قباني على تأشيرته في دار القنصلية السورية بلندن سببا في استقالته من السلك الدبلوماسي , وتفرّغه للشعر.
يقول نزار :
 (... وخرج الرجل من مكتبي دون كلمة وداع .. وغادر دار القنصلية كالبرق تاركا وراءه كلماته الغاضبة, تشتعل كالحرائق الصغيرة في رأسي, وفي ثيابي, وفي أوراق مكتبي ...
والحقيقة أن الرجل ذهب .. ولم يذهب ... وفي عام 1996 أي بعد مرور أربعين عاما على هذه القصة المثيرة, أجلس في منزلي في حي نايتس بريدج في لندن, وليس عندي من الالتزامات سوى التزامين أساسيين : التزامي نحو الشعر, والتزامي نحو الحرية .
فهل كان الرجل المغربي يدري أن كلماته الرسولية قد غيرت مسار حياتي, وأن الشرارة التي أشعلها في عقلي, أضاءت طريقي, وأوصلتني إلى مرفأ الشعر !!.
هذا الرجل أدين له بحريتي .. وبإعتاق رقبتي من السيف الحكومي الذي يصبح مع الزمن جزءا من الرقبة ..
أدين له بإنهاء حالة الفصام التي كنت أعيشها بين خطابين ... ولغتين .. وسلوكين .. قناعين .. وعالمين متناقضين ...
 وأخيرا أدين له لأنه حررني من كل السلطات الأبوية, والسياسية, والقبلية, والعشائرية, والجاهلية ..وأرجعني إلى رحم القصيدة  ).

                                                    شمس الدين العجلاني (بتصرّف).

أستمعُ إلى أمّ كلثوم كلّ ليلة, منذ
كان الخميس جوهرتها النادرة, وسائر
الأيام كالعقد الفريد. هي إدمان الوحيد.
وإيقاظ البعيد على صهيل فرس لا تُروّض
بسرج ولجام. نسمعها معا فنطرب واقفين,
وعلى حدة فنظلّ واقفين... إلى أن تُومئ
لنا الملكة بالجلوس فنجلس على متر من
ريح. تُقطعنا مقطعا مقطعا بوتر سحريّ
لا يحتاج إلى عود وكمان... ففي حنجرتها
جوقة إنشاد وأوركسترا كاملة, وسرّ
من أسرار الله. هي سماء تزورنا في
غير أوقات الصلاة, فنصلي على طريقتها
الخاصّة في التجلي. وهي أرض خفيفة
 كفراشة لا نعرف إن كانت تحضر أم
تغيب في قطرة ضوء أو في تلويحة
يد الحبيب. لِآهتها المتلألئة كماسة
مكسورة أن تقود جيشا إلى معركة...

                                     محمود درويش

بين عقلية الانتحار والاستشهاد من جهة وعقلية التفخيخ الذكي من جهة أخرى فرق شاسع جدّا : أسلوب الضّعفاء هو العمليات الاستشهاديّة و الانتحاريّة: " اقتل واستشهد " , بينما إسرائيل وأمريكا والغرب بشكل عام يؤمنون بفلسفة : " اقتل ولا تُقْتَل" , أو " اُقتل وابقَ سالمًا ".

                                                                        الغشوة - راضي شحادة

" إنّ الشّاعر الكبير لكبير لأنّه يُسجل خطوة كبرى في تطوّر المجتمع ".
                                                                                  جورج بلبخانوف